تلخيص مؤتمّر الخرّيجين/الخرّيجات السنويّ الثالث في مدرسة السلام 2024
أقيم في يوميْ الجمعة والسبت، مؤتمّر الخرّيجين/الخرّيجات السنويّ الثالث في مدرسة السلام.
حضر المؤتمر نحو 80 خرّيجًا/خرّيجة، وحضر الأنشـطة الجماهيريّة أكثر من 100 شخص، رجالًا ونساءً.
تناول المؤتمر موضوع التحرّر من خلال إدارة حوار ثنائيّ-القوميّة وأحاديّ القوميّة، بالإضافة إلى ندوات مع خبراء/خبيرات من الحقل وعرض فيلم وثائقيّ.
الهدف من وراء المؤتمر
الهدف العام من وراء مؤتمر الخرّيجين في مدرسة السلام هو توفير حيّز لخرّيجي وخرّيجات مساقاتنا- من جميع الأفواج ومن جميع المجالات- بهدف الالتقاء، تعزيز العلاقات الشخصيّة والمهنيّة، تبادل المعرفة، التعلّم المشترك، التعمّق في تحليل الواقع والتزوّد بالموارد اللازمة لمتابعة عملهم/ن في الحقل كوكلاء/وكيلات تغيير.
تخبّطات حول إقامة المؤتمر
أقيم المؤتمر هذه السنة في ظل الحرب المروعة والأجواء العامّة التي يسودها التطرّف، من حيث العنف، التقطّب، المشاعر الصعبة وتأثير الحرب على كل واحد وواحدة منّا. الصدمات الناتجة عن الأحداث التي نعيشها ونشهدها يوميًا- المجازر، الإبادة، التهجير، التجويع والدمار المهول- تترك ندوبًا عميقة في أرواحنا وقد تشلّنا وتدمّرنا جميعًا.
تخبّطنا كثيرًا في اتخاذ القرار بإقامة المؤتمر على خلفية الوضع الحاليّ. التزامًا منّا بمتابعة دعم خرّيجينا/خرّيجاتنا، ومن منطلق متابعة البحث عن طرق فعّالة لإدارة علاقة سليمة بين الفلسطينيّين واليهود في وقت يتفاقم فيه الصراع السياسيّ بين الفلسطينيّين واليهود ورغبةً منّا في المساهمة في مساعي وقف الحرب، إلى جانب تحقيق العدل، السلام والمساواة- قرّرنا هذه السنة إقامة مؤتمّر الخرّيجين/الخرّيجات.
أحد الأسئلة التي طرحت في خضّم التخبّطات بخصوص إقامة المؤتمر في هذه الفترة، هو السؤال حول شرعيّة إقامة حوار خلال حرب الإبادة الدمويّة والوحشيّة هذه. يقُال إنّه في واقعٍ يمارس فيه هذا القمع والبطش، فإنّ كلّ نشاط نقوم به يجب أن يكون موجّها ضد القمع، وأنّ إقامة حوار في ظروف كهذه يعني تقبّل هذا الواقع كما لو كان طبيعيًّا. والأسوأ من ذلك هو أنّ الحوار قد يمنحنا شعورًا بالرضا وقد يشكّل ورقة توت نغطّي بها الواقع العصيب. أيّ أنّ الشخص الذي شارك في الحوار سيشعر بأنّه أدّى مهمّته وساهم في الجهود. في هذا السياق، من المهمّ أن نوضّح أنّ الحوار ليس بديلًا عن النشاط، بل يكمله، يوضّح القيم والأهداف، ويدفع النشاط قدمًا. نقترح إقامة حوار باعتباره وسيلة لفهم أنفسنا والواقع الذي نعيشه بشكل أفضل، وكأداة للخروج من حالة الشلل، الجمود والقلق التي تسيطر علينا جميعًا منذ بداية الحرب.
موضوع المؤتمر
اخترنا هذه السنة تناول موضوع التحرير في المؤتمر. بحثنا عن موضوع ملائم لهول الأحداث الراهنة الكارثيّة، ويتيح المجال أيضًا للنظر نحو المستقبل وشق طريق للتخلّص من الواقع الصعب نحو واقع أفضل. أردنا توظيف الحوار كأداة لدعم خطابنا هذا ولتوضيح الدروس المستفادة التي قد تؤثّر على نشاطنا الساعي لتغيير الواقع. كان الهدف أيضًا فتح نقاش حول موضوع التحرير، وهو غير قائم حاليًا بين اليهود والفلسطينيّين، والتعمّق في الموضوع أكثر لنفهم كيف يمكننا دفعه قدمًا.
مبنى المؤتمر
تكوّن المؤتمر من عدة عناصر: حوار في مجموعات ثابتة على مدار يومين: 3 لقاءات أحادية القوميّة ولقاءان ثنائيا القوميّة؛ ندوة مركزيّة بمشاركة عرين هواري ويسرائيل فري، بتوجيه موران بَرير ونور أبو راس من طاقم مدرسة السلام- وكانت الندوة مفتوحة للجمهور العام؛ عرض الفيلم الوثائقيّ “ليس هناك بلاد أخرى” لمجموعة مسافر يـطا، والذي يسرد قصّة التطهير العرقيّ لقرى المنطقة في السنوات الأخيرة- فاز الفيلم هذه السنة بجائزة أفضل فيلم وثائقيّ في مهرجان الأفلام الدوليّ في برلين؛ عرض لخمسة مشاريع لخرّيجين/خرّيجات يقيمون أنشطة تسهم في تغيير الواقع، بمرافقة من مدرسة السلام؛ ومعرض صور فوتوغرافيّة، وهو مشروع لخرّيجات/خرّيجي مساق العدالة البيئيّة، والتي ظلّت معلّقة في صالة العرض لعدة أيام بعد المؤتمر، وهي تجول أحيانًا في مختلف أقطار البلاد.
فيما يلي رابط لبرنامج المؤتمر. ستجدون لاحقًا تفاصيل جميع عناصر المؤتمر.
الحوار في المؤتمر
الحوار هو الأداة الرئيسيّة في مدرسة السلام، ويهدف إلى تعزيز الوعي حول القمع القائم وعلاقات القوة بين المجموعات القوميّة، إتاحة المجال لكلّ من المشاركين/المشاركات في تدارس وفهم موقعه في الواقع السياسيّ والتشجيع على أخذ دور من منطلق الشعور بالمسؤولية والكفاءة الذاتيّة. دار الحوار خلال المؤتمر في مجموعات ثابتة، وتضمّن 5 وحدات امتدت على يومين. اختيار موضوع التحرير رافقَ الحوار وشكّل فاتحة لمحادثة مختلفة عن المعتاد، فبينما اعتدنا أن نتناول في حوارات مدرسة السلام موضوع القمع، بدأنا هذه المرة بالتحدّث عن شيء آخر، عن المستقبل، عن التحرير من القمع. الأسئلة المركزيّة التي طرحت في المجموعات الحواريّة تحدّثت عن العلاقات وعن الشراكة، وعن توقّعات كل مجموعة من المجموعة الأخرى. طٌرِحَ السؤال عن دور كل طرف في التحرير، عن مسؤولية كل طرف خلال سيرورة التحرير وبعد انتهائها. من هي الأثمان التي سنكون/لن نكون مستعدين لدفعها من أجل التحرير؟ قال العديد من المشاركين إنّ اللقاء المشترك عزّز من شعورهم بالقوة، وإنّ إمكانية التحدّث والتعمّق في التفكير ساعدتهم على تحرير فكرهم من القمع وتحرير كلمتهم من مساعي الإخراس والترهيب، ويعتبر ذلك خطوة مهمّة في الطريق نحو بلورة الوعي لفكرة التحرير. أفادت الموجّهتان والمشاركون/المشارِكات على حد سواء بأنّهم مرّوا جميعًا بسيرورة تمكينيّة وعميقة خلال الحوار في المؤتمر.
للقراءة المعمّقة عن السيرورة الحواريّة في المؤتمر.
المجلس الرئيسيّ “أفكار عن التحرير”
كما في كل سنة، ولدعم الحوار والاستماع إلى وجهات نظر لخبراء/خبيرات ولنشطاء ميدانيّين/ميدانيّات، تخلّل المؤتمر ندوة مركزيّة استضفنا فيها متحدّثيْن: د. عرين هواري، ناشطة نسويّة ومديرة مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، ويسرائيل فري، صحفيّ مستقل. وجّهت الندوة اثنتان من أعضاء طاقم مدرسة السلام: موران بَرير ونور أبو راس. اخترنا إدارة الندورة على شكل حوار تفاعليّ وليس كمحاضرات منفصلة، بما يتماشى مع هدف المؤتمر وفتح نقاش حول موضوع التحرير- خلق حيّز يتيح المجال لتدارس موضوع التحرير ووجهات نظرنا المختلفة حول الموضوع ولخوض سيرورة لرفع الوعي. سألنا المتحدّثين عن وجهات نظرهما حول موضوع التحرير وعن دور كلّ مجموعة قوميّة في الطريق نحو التحرير، وأدرنا نقاشًا مع المجموعة عن الموضوع.
لقراء المزيد عن الندوة وعن العبر المستخلصة منها.
عرض فيلم “لا وطن بديل”
في مساء يوم الجمعة، بعد نهار غنيّ بالأنشـطة والحوارات، عرضنا الفيلم الوثائقيّ “ليس هناك بلاد أخرى”. فاز الفيلم هذه السنة بجائزة أفضل فيلم وثائقيّ في مهرجان الأفلام الدوليّ في برلين، وذاع صيته بعد أن أثار خـطاب الفوز الذي ألقاه يوڤال وباسل- حيث أطلقا نداءً بوقف الحرب وتحدّثا عن المنظومة التمييزيّة وغير المتساوية التي تدير حياتهم، والتي تفضّل المواطنين اليهود وتقمع المواطنين العرب- ردود أفعال دوليّة داعمة وأخرى معارضة. يتعقّب الفيلم على مدار عدّة سنوات نضال قرى مسافر يطا في جنوب جبل الخليل ضد التطهير العرقيّ والاعتداءات التي تتعرّض لها هذه القرى- من بينها الهدم المتكرّر للمنازل، الاعتقالات الاعتباطيّة، الاعتداءات العنيفة والقاتلة أحيانًا من قِبل جيرانهم المستوطنين الإسرائيليّين. يتعقّب الفيلم أيضًا الشراكة التي نشأت بين يوڤال، صحفي يهوديّ-إسرائيليّ، وباسل، أحد سكان مسافر يـطا وأحد قادة النضال الشعبيّ في المنطقة.
عرض مشاريع الخرّيجين/الخرّيجات
عرضت المشاريع في المؤتمر لهدفين رئيسيّين لمدرسة السلام: [1] دعم خرّيجينا/خرّيجاتنا حتى بعد إنهاء المساقات لدينا لمساعدتهم على تنفيذ أنشطة تسهم في تغيير واقعهم/واقعهن، [2] توفير منبر لعرض نشاط الخرّيجين/الخرّيجات الذي قد يعتبر مصدر إلهام لخرّيجين/خرّيجات آخرين يشجّعهم على الانضمام لمشاريع قائمة أو للمبادرة لمشروع خاص بهم/بهن. هذه السنة، سلّطنا الضوء على الخرّيجين/الخرّيجات الجدد/الجديدات في مساقات السنة الأخيرة، الذين توجد لديهم فكرة لمشروع جديد أو ينفّذون مشروعًا في مراحله الأوليّة، رغبةً منّا في دعم المراحل الأولى لتطوير المشروع. عُرضت أثناء المؤتمر 7 مشاريع للخرّيجين/الخرّيجات، 5 منهم في المجلس الأخير للمؤتمر يوم السبت، واثنان في بداية المؤتمر.
لقراء المزيد عن المشاريع التي عرضت في المؤتمر.
لمشاهدة حافظة الصورة الكاملة من المؤتمر، اضغـطوا هنا
ردود أفعال المشاركين/المشاركات
“المؤتمر كان رائعًا، منظّما جدًًا، مثيرًا للاهتمام وداعمًا”
“أعتقد أنّ فكرة إقامة هذا المؤتمر كانت جيّدة، وأنا شخصيًّا تجنّدت للفكرة وسأطلق مشروعًا مهمًّا، أعتقد أنّه قادر على تغيير الواقع”.
“إنّها هدية لمرة واحدة، خاصة اللقاء والحوار”
“أقمنا حوارًا لم يكن قائمًا من قبل”
“استنتجت في أعقاب الحوار في المؤتمر أنّه يثير الكثير من المخاوف وأنّ العديدين غير تواقين للتحرير لكثرة العقبات”
“بفضل المؤتمر، شعرت بأنّني جزءٌ من المجتمع، وجزءٌ من حوار غير قائم في أي مكان آخر”
“الشابات والشبّان في المؤتمر شجّعوني، سعدت لرؤية جيل شاب مهتم بما يحدث”
“في هذه الفترة، إمكانية إقامة حوار تطمئن قليلًا، وموضوع المؤتمر بعث الأمل والحيويّة. وقد بُذلت جهود حثيثة في التنظيم”.
“أثناء الحوار، فهمت أنّ أشياء عديدة تتـطلّب البحث والتأمّل المعمّق فيما يتعلّق بموضوع التحرير، وهو نقيض القمع، من قبل كل مجموعة قوميّة”. هذا المصطلح يرمز إلى الأمل، وتكمن في ذلك قوة هائلة”.
“استمتعنا جدًا بالالتقاء بأشخاص من مجموعات قديمة، ومعايشة تجربة الشراكة”.
“بانتهاء المؤتمر، شعرت بقدرة المجتمع على خلق الأمل وتعزيز الانتماء، حتى إن كنت جزءًا من مجموعة الأقليّة في المجتمع”
“كنت أنتظر إقامة حوار حقيقيّ، وتوقّعاتي هذه تحقّقت”.
“ساهم المؤتمر في تقريبنا من الأنشطة، زوّدنا بطاقات جديدة وبدّد مشاعر العزلة التي ترافقنا في الحياة اليوميّة”
“أنا سعيدة بمشاركتي في يوميْ المؤتمر والتعرّف إلى أشخاص جدد. أتيت بدون أي توقّعات لأنّني خشيت خيبة الأمل، ولكن ما حدث في النهاية هو العكس تمامََا. منحني المؤتمر بعض الأمل، ضوء في آخر النفق، على الرغم من الفجوة التي تعمّقت أكثر فأكثر بين الـطرفين منذ 7.10”.
__