عرض فيلم “لا وطن بديل”
في إطار مؤتمّر الخرّيجين/الخرّيجات السنويّ الثالث في مدرسة السلام، حزيران 2024
في مساء يوم الجمعة، بعد نهار غنيّ بالأنشـطة والحوارات، عرضنا الفيلم الوثائقيّ “لا وطن بديل” لـ: باسل عدرا، حمدان بلال، يوڤال أبراهام وراحيلي شور. فاز الفيلم هذه السنة بجائزة أفضل فيلم وثائقيّ في مهرجان الأفلام الدوليّ في برلين، وذاع صيته بعد أن أثار خـطاب الفوز الذي ألقاه يوڤال وباسل- حيث أطلقا نداءً بوقف الحرب وتحدّثا عن المنظومة التمييزيّة وغير المتساوية التي تدير حياتهم، والتي تفضّل المواطنين اليهود وتقمع المواطنين العرب- ردود أفعال دوليّة داعمة وأخرى معارضة.
يتعقّب الفيلم على مدار عدّة سنوات نضال قرى مسافر يطا في جنوب جبل الخليل ضد التطهير العرقيّ والاعتداءات التي تتعرّض لها هذه القرى- من بينها الهدم المتكرّر للمنازل، الاعتقالات الاعتباطيّة، الاعتداءات العنيفة والقاتلة أحيانًا من قِبل جيرانهم المستوطنين الإسرائيليّين. يتعقّب الفيلم أيضًا الشراكة التي نشأت بين يوڤال، صحفي يهوديّ-إسرائيليّ، وباسل، أحد سكان مسافر يـطا وأحد قادة النضال الشعبيّ في المنطقة. يصف الفيلم كيف تبدو الحياة اليوميّة لسكان مسافر يطا تحت وطأة الاحتلال العسكري الإسرائيليّ القاسي والعنيف، ويطرح أيضًا عدة تساؤلات حول الهويّات الوطنيّة المختلفة لأبطال الفيلم وإمكانية التعاون معًا في النضال ضد الاحتلال.
حضر الفيلم نحو 100 شخص، فبالإضافة إلى الخرّيجين/الخرّيجات، حضر الفيلم سكان من القرية أيضًا، وقد كان للفيلم أثر عميق على المشاركين/المشاركات في المؤتمر، على المستوى العاطفيّ وعلى تتمة السيرورة الحواريّة أيضًا. لم يلزم المشاهدون/المشاهدات أماكنهم أثناء العرض، والعديدون منهم قاموا من أماكنهم وغادروا الصالة وعادوا لاحقًا. ردود الأفعال على الفيلم كانت مختلفة، ومن بينها “شعرت بأنّ شاحنة دهستني”، “وكأنّك تتلقّى ضربة في البـطن” وقال آخرون وأخريات إنّهم ظلّوا يفكّرون في الفيلم طيلة الليل. قالت إحدى الموجّهات إنّ “تجميع” المشاركين/المشاركات في المجموعات الحواريّة يوم السبت صباحًا في اللقاء الأول بعد عرض الفيلم لم يكن سهلًا، فقد كانوا متأثّرين بالفيلم. أثّر الفيلم على سير الحوار بحيث أبرز الفجوة بين موضوع المؤتمر- التحرير، والذي يتـطرّق إلى المستقبل ويدعو لرسم واقع خالً من الظلم- وبين الواقع الحقيقيّ الصعب. على الرغم من صعوبة “اللقاء” مع الواقع- إلّا أنّ هذا اللقاء ضروريّ ومهم من أجل التفكير في مستقبل التحرير. سلّـط الفيلم الضوء أيضًا على أهميّة وضرورة التحرير، على مدى معاناة الناس القابعين تحت وطأة الظلم ووجوب السعي لتغيير هذا الواقع.
__