افتتاح السنة الأكاديميّة 2024-2025
الواقع الذي افتتحت فيه السنة الدراسيّة (2024-2025) في المؤسّسات الأكاديميّة صعب وصادم. الحرب المستمرة المرافقة للقتل والدمار، تزيد من عمق الشرخ بين اليهود والفلسطينيّين، وتقوّض إمكانية خلق حيز آمن، عادل أو متكافئ. في وضع كهذا، حيث يتلاشى الشعور بالأمان والثقة، يتعزّز أكثر من أي وقت مضى الشعور بأهمية وجود حيّز بديل.
على الرغم من جميع هذه التحديات، افتتحنا هذه السنة مساقين جديدين يتناولان الصراع اليهوديّ- الفلسطينيّ، بغية إنشاء فضاءات متساوية تتيح المجال لإدارة حوار حقيقيّ في المؤسّسات الأكاديميّة. يقام المساق الأول في قسم علم النفس في جامعة تل أبيب، بينما يقام المساق الثاني في قسم علم النفس في جامعة بن غوريون.
في كِلا المساقين، يجتمع المشاركون- اليهود والفلسطينيّون- لتباحث تعقيدات هوياتهم، معالجة مشاعرهم بخصوص الحرب ومناقشة علاقات القوة غير المتكافئة القائمة في واقعهم الحياتيّ. إنّها فضاءات مركّبة، ولكنّها تتيح المجال لإدارة حوار صريح وعميق يساعدهم على معالجة مشاعرهم، إلى جانب التأمّل النقديّ للمسؤوليّة الفرديّة والجماعيّة.
المواظبة على إقامة هذه المساقات ليست أمرًا بديهيًّا ، وهي تستند إلى التقييم المؤثّر الذي حصلنا عليه في السنة الماضية، والذي يؤكّد على أهمية خلق هذه الفضاءات:
“أعتقد أنّ المساق مكّنني من رؤية الفلسطينيّين كأفراد”، قالت إحدى المشاركات اليهوديات. “ساعدني المساق أيضًا على تحديد فرضياتي الأساسيّة، وإدراك وجوب التوقّف عنها والتشكيك فيها. تعلّمت أيضًا كيفية ضبط النفس عند الالتقاء بسرديّة وهوية مختلفة عن سرديتي وهويتي، حتى وإن لم أكن موافقة- أن أكون هناك وأن أصغي.
تقول مشاركة فلسطينيّة:
“شعرت بأنّ المكان آمن مما يتيح لي المجال للتحدّث، وهناك من يصغي؛ كان الحوار قائمُا على الاحترام والاحتواء. كوني مشاركة فلسطينية مع مخزون معرفيّ أكبر من مخزون الآخرين- تعلّمت الكثير عن نفسي وعن الآخر”.
في فترة يبدو فيها الواقع أمرًا في غاية الجنون، عندما تصل اللامساواة والظلم مستويات صارخة، نرى أنّ إقامة مثل هذه المساقات في مؤسّسات أكاديميّة هو أمر في غاية الأهمية- وهي من الفضاءات التي نعتبرها أحد أهمّ المنابر في النضال من أجل الحرية، المساواة والعدالة.
–