إضاءة على مشروع خريجة: عينات فايتسمان “دوغما 4.8”
دوغما 4.8 | عينات فايتسمان
“مجال الفن يحتاج إلى تغيير باعتقادي ولدي إيمان عميق بأن للفن قدرة على إحداث تغيير. علينا أن نتذكر أن ميدان نضالنا كفنانين هو الوعي أو السرد، وبإمكان الفن الوصول مباشرة إلى قلوب المشاهدين. ات وإلى عقولهم، وتجاوز البديهيات وطرح أسئلة لا يمكن أن نجدها في وسائل الإعلام أو في المجال السياسي. ويمكن للفن فتح نافذة على أماكن لا يدخلها أحد ولا يريد دخولها. عينات فايتسمان.
مشروع دوغما 4.8، الذي عُرض في مايو 2023 على مسرح تاموناع في تل أبيب، هو مشروع فني وثائقي يتكون من ثمانية أعمال قصيرة لفنانين. ات فلسطينيين ويهود والذي يعتمد على وثائق أرشيفية ضمن أرشيف الدولة. يسعى المشروع إلى إنشاء أرشيف أدائي حي، يكشف محاولات محو وإخفاء أعمال وإجراءات قامت بها دولة إسرائيل ومؤسساتها على مر السنين. يستغرق كل عمل من الأعمال مدة 8 دقائق و40 ثانية، كدلالة على العام 1948، “عام الخطيئة القديمة” وفقًا لعينات فايتسمان، المبادرة والقيّمة على المشروع.
يستخدم كل واحد. ة من المبدعين. ات المشاركين. ات بالمشروع وثيقتين أرشيفيتين: واحدة قديمة والأخرى جديدة وحديثة. الفكرة من وراء ذلك هي إظهار السيرورة والعلاقة بين الماضي والحاضر، وكيف أن التعليمات والأوامر التي كانت قديمًا – لا زالت موجودة وتُستخدم لغاية اليوم، وأحيانًا بالأساليب ذاتها. تقول عينات: “إسرائيل هي أشبه ببيت مسكون، ولكي نفهم ليس فقط ما حدث في حوارة والخليل، بل ما يحدث في يافا واللد، علينا العودة إلى تلك الأحداث المدفونة”. “وإلى أن يكون هناك اعتراف كامل، ستستمر هذه الأرواح في مطاردتنا.”
من بين المواضيع التي يتناولها المبدعون المشاركون بالمشروع نجد موضوع الرقابة المفروضة على الفنانين الفلسطينيين، موضوع هدم المنازل، الخط الأخضر وإضراب السجناء السياسيين عن الطعام. اسم العرض – دوغما 4.8 – مُستوحى من الحركة السينمائية الدنماركية “النموذج 95” والتي نشأت في التسعينيات. كانت هذه الحركة حركة فنية اختارت أن تذهب بوسائل التعبير السينمائية إلى أقصى الحدود بهدف اختبار حدود هذا النوع من الفن ومن خلال ذلك إعادة تعريف وظيفة السينما. تقول عينات أنها هي أيضًا تحاول، بإلهام من نشاط تلك الحركة، استخدام هذا الشكل المبتكر، أن تفكر من جديد في دور المسرح في زمن القمع، الحرب والاحتلال، ووضعه كلاعب سياسي مناهض للظلم وكمحفّز للناس على تطوير وعي نقدي.
عينات فايتسمان هي مخرجة، ممثلة وفنانة مخضرمة وجريئة، تدمج ضمن أعمالها رسائل سياسية، والتي كلّفتها في أحيان كثيرة أثمان شخصية. التجربة الأولى لعينات مع مدرسة السلام كانت في عام 2010، من خلال مشاركتها ضمن دورة صحفيات قادات تغيير. منذ ذلك الحين، تعمقت علاقتها مع مدرسة السلام، وفي عام 2022 وجَهَت دورة خاصة تحت عنوان قادة. قائدات تغيير في مجال فنون المسرح والشاشة. شارك في الدورة 18 فنانًا وفنانة فلسطيني. ة ويهودي. ة، وكما هو الحال مع كل دورة من دورات قادة وقائدات التغيير في مدرسة السلام، تضمنت الدورة 3 مكونات – حوار، تعلم ومشاريع؛ حوار حول الهوية بين المجموعتين، اليهودية والفلسطينية، وجانب تعلميّ يتعلق بالمجال المهني (في هذه الدورة كان الموضوع يتناول مجال الفن في السياق السياسي)، وحاضنة مشاريع قام ضمنها المشاركون والمشاركات بإنشاء أعمال فنية فردية وجماعية. وتتحدث عينات فيما يلي عن الهدف من هذه الدورة من وجهة نظرها وتقول:
“كان الهدف من هذه الدورة هو بناء جيل آخر من المبدعين والمبدعات – جيل من المبدعين والمبدعات الناشطين، الذين تدفعهم الرغبة بإحداث تغيير وخلق وتحفيز الحوارات. والأهم من ذلك – أن يتحلوا.ين بالفكر النقدي وبالشجاعة. بالنسبة لي، هذا النوع من الفنانين هم المستقبل والأمل، تُعتبر مسألة انتقال بعض المشاركين، من مجال اهتمام فني معين إلى الاهتمام بمجال فني سياسي، بمثابة نجاح كبير باعتقادي الشخصي.”