دورة إرشاد جولات تعليمية عن النكبة في الحيّز
النص أخذ من “ذاكرات”:
نقدّم تهانينا إلى خرّيجات وخرّيجي الدورة لتأهيل مرشدي/ات جولات نكبة والتي انتهت في آخر شهر حزيران. شملت الدورة 11 لقاءًا بين شهر تشرين اول 10-2021 حتى شهر حزيران 6-2022 وشارك فيها 15 مشاركًا ومشاركة، فلسطينيين ويهود، يعملون في مجالات التربية والثقافة والجولات والنشاط السياسي والاجتماعي. كلنا فخر واعتزاز بالخريجين/ات الذين أظهروا في نهاية الدورة مهارات إرشاد عالية، ونصبو إلى مواصلة التجوال معهم/ن.
عقدت الدورة بالتعاون مع مدرسة السلام في واحة السلام، تحت عنوان “وكلاء التغيير نحو عدالة مكانيّة وتاريخيّة في السياق الإسرائيلي الفلسطيني”. شمل المساق محاضرات في مواضيع التاريخ، الحركة الصهيونية، معنى النكبة، تصميم الحيّز كآلية لتصميم الوعي، الجولات كآداة عمل سياسي، كما وشملت جولات مع إرشاد في عدد من البلدان الفلسطينية المهجرة مثل حيّ المنشية في يافا، بيت سوسين، الشيخ مونّس، عمواس ولفتا. شكّلت الجولات وسيلة لتعميق التعلّم والتثقّف حول النكبة في الحيّز العامّ، وكذلك عرضًا ملموسًا أمام المتدرّبين/ات، في مسيرة تأهيلهم/ن، لطريقة تخطيط وإرشاد هذا النوع من الجولات.
قام طلاب الدورة بتطبيق ما تعلّموه، بواسطة تخطيط وإرشاد فعليّ لجولات تجريبيّة، في أربعة بلدان مهجّرة كانوا قد أجروا عنها بحثًا ودراسة وهي: قرية الخلصة في النقب، قرية إجزم في الكرمل، قريتا المِرّ (المحموديّة) والمويلح في المركز وحيّ البقعة في مدينة القدس.
بموازاة الدراسة المعلوماتيّة، خاضت المجموعة، بشقّيها الفلسطيني والإسرائيليّ، سيرورة مواجهة، فرديّة وجماعيّة، مع قضايا سياسيّة واجتماعيّة، وسيرورة فحص لمواقفها وآرائها وسلوكها، كأفراد وكمجموعة قوميّة، إزاء هذه القضايا. فقد دار بين المشاركين/ات، على طول الدورة وكجزء من البرنامج، في إطار ثنائيّ القومية وإطار أحاديّ القوميّة، نقاشات لمعالجة ومتابعة المواضع التي شغلت بال المجموعة وشكًلت لها تحدّيًا نتج عن اللقاء الفلسطيني الإسرائيلي وعن اللقاء مع نتائج النكبة في الحيّز العامّ، مثل الهويّة واللغة والجندر وموازين القوى والعدالة والحلول السياسيّة.
في نهاية الدورة، أجمل المشاركون/ات السيرورة المميّزة التي مرّوا بها وخلاصة مسيرتهم التعليمية. فعلى سبيل المثال، كتبت يهوديت شيفي في تلخيصها: “لديّ الآن نظرة جديدة إلى الحيّز- المظهر الخارجي يخفي شيئًا ما، عن قصد، كنهج منظّم من قبل السلطة. هذا الشعور صعقني، مثل “خدعوني”، بشكل ممنهج. مسؤوليتي كفرد أن أفحص ما وراء المظهر الخارجي، وأن أبيّن هذه الأمور للجمهور الذي ألتقي به.
إن الأسطورة التي كبر عليها جيلي (وكذلك، ولست مخطئة، الجيل الحالي) كان عليّ أن أتخلّص منها. أصبحت الأسطورة قصة ينبغي فحصها، انتقادها ومواجهتها. ليس المقصود ب”مواجهة” على الجانب الفلسفي- الفكري – العاطفي وإنما بفحص إمكانيًات العمل الفعلي في الواقع المحيط بنا.
أنا أتوقف وأتفحص سياسات الدولة، لكوني جزءًا منها، حينئذ والآن، سواء كانت حكومة يسارية أو يمينية، فأرى بين السطور نمطًا دائمًا من القمع والمحو وتجاهل الأفعال التي ارتكبت وما زالت تحدث حتى في الوقت الحالي. ونحن كيهود، لا يجب علينا أن نرتكب جرائم بحجّة حالة حرب أو ملكيّة أراضٍ أو أي أمر آخر مهما كان”.