تغيير السياسات من أجل تحقيق المساواة والشراكة | عوفر دغان
محاضرة: تغيير السياسات من أجل تحقيق المساواة والشراكة
ألقاها: عوفر دغان، المدير العام المشترك لجمعية سيكوي-أفق
ألقيت في إطار دورة قادة التغيير في المدن المختلطة، الفوج 7، اللقاء 5
التاريخ: 22.12.23
استعرض عوفر سيرورة بلورة السياسات المتعلّقة بالمجتمع العربيّ على مدار السنوات الماضيّة، كيف عزّزت هذه السياسات تدريجيًا من التمييز واللامساواة، وما هي المساعي والجهود المبذولة حاليًا- في الوزارات وفي المجتمع المدنيّ- لدعم وتحقيق سياسات لإصلاح ذلك وتغيير الواقع الحاليّ.
أجرى عوفر مراجعة تاريخيّة، منذ قيام الدولة، لكيفية تحوّل السياسات تجاه العرب من موشور أمنيّ إلى موشور اقتصاديّ، وما هو التغيير المترتّب على ذلك. قام الحكم العسكريّ ببلورة وترسيخ سياسة “فرّق تسد” في المجتمع العربيّ في إسرائيل، كانت هناك مساعٍ لدمج العرب في الاقتصاد بغية منعهم من تحقيق النمو الاقتصاديّ المستقل كمجتمع منفصل، والحرص على استمرارية تعلّقهم بالدولة. سياسات التمييز القائمة منذ عقود أدت إلى الانفجار الذي وقع في أكتوبر 2000، والذي أدّى إلى تشكيل لجنة أور التي قدّمت توصيات غير مسبوقة بوجوب إحقاق الحقوق المدنيّة والاقتصاديّة والوطنيّة للعرب في إسرائيل. في أعقاب ذلك، بدأوا بدمج المواطنين العرب في خطط التطوير الاقتصاديّ في إسرائيل، وذلك مع إنشاء سلطة التطوير الاقتصاديّ وانضمامها إلى منظّمة التعاون الاقتصاديّ والتنمية OECD. بدأوا بوضع وتنفيذ خطط دمج ودعم التطوّر في المجتمع العربيّ، ولكنّها تتطرّق دائمًا إلى الجانب الاقتصاديّ، متغاضين عن جوانب غير مرتبطة من وجهة نظرهم بموضوع التطوّر الاقتصاديّ- مثل الرفاه والتربية والتعليم. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ جهود ومساعي قمع وطمس الهوية والانتماء الوطنيّ في تزايد مستمر- وذلك بواسطة قوانين مثل قانون القوميّة وقانون كمينيتس. لجميع هذه الأسباب، نشهد في السنوات الأخيرة تفاقم واستفحال ظاهرة الجريمة
تطرّق عوفر لاحقًا إلى أزمة الكورونا والتي ألحقت ضررًا جسيمًا بالمجتمع العربيّ بسبب الإهمال والتمييز اللذين يعاني منهما جهاز الصحة، بالإضافة إلى أزمة أيار 21. جميع خطط التطوير أهملت العرب في المدن المختلطة.
لسيكوي-أفق دور مهمّ في الخطة الحكوميّة- في عام 2022، بدأوا بالخطة الخمسيّة وخطة مكافحة الجريمة. في السنة التالية، لوحظ تحسّن ما، وما زالت هناك إمكانية لمتابعة تنفيذ الخطة، لأنّه حتى عند تبدّل الحكومة، فإنّ معظم الطواقم في الوزارات لا تتبدّل. هنا يكمن الجانب الإيجابيّ لتغيير السياسات- الموظّفون المهنيّون يبقون في مناصبهم ولا يتبدّلون بوتيرة عالية، فهم موظّفون مهنيّون وليسوا معيّنين بموجب اعتبارات سياسيّة، بالتالي، فهم يتابعون عملهم في الحقل.