تقرير عن اللقاء الثاني لمساق المُخطِّطين والمُخطِّطات
انطباعات من الحوار ومُحاضَرة المهندسة المعماريّة رنين عودة حول العوائق التي تعترض طريق السكّان العرب في إسرائيل في مجال التخطيط
أُجري اللقاء بتاريخ 3 أيار 2024، في مكتب المركز العربيّ للتخطيط البديل في الناصرة. حضَر معظم المُشارِكين – 19 من أصل 22. في البداية، تحدّث د. سامر سويد قليلًا عن المركز، ثمّ أجرينا حوارًا مفتوحًا حول الانطباعات من اللقاء السابق وما الذي نشعر به في هذه الأيّام. عبّر المشاركون عن رضاهم عن اللقاء الأوّل ووصفوا شعورهم بأنّ حوارًا ذا معنى قد بدأ. إليكم بعض الاقتباسات من أقوالهم:
عبّر مشارك يهوديّ عن رأيه قائلًا: “منذ اللقاء الماضي، أمسى اليأس من الوضع في الدولة أكبر فأكبر. التقينا في ظلّ هذا الوضع، وكان اللقاء بمثابة بصيص من الضوء والأمل. جعلني ذلك أريد أن أفعل أمورًا ذات معنى من الآن”.
وقالت مشاركة فلسطينيّة: “وجدتُ مكانًا آمنًا لأتحدّث فيه وخرجتُ مع شيء من الأمل. شعرتُ أنني بحاجة لتعلُّم المزيد”.
بعد الجولة الأوليّة، فُتح موضوعان للنقاش. تناول الموضوعُ الأوّل التظاهراتِ المؤيّدة للفلسطينيّين في جامعات عديدة حول العالم. عبّر اليهود عن مشاعر مُختلَطة حيال هذه التظاهرات، إذ أبدوا تفهُّمًا وموافقةً على أسباب التظاهرات من جهة، مع شعور بأنهم مُهدَّدون جرّاء هذه التظاهرات وانتقاد لكون المتظاهرين غير مدرِكين لتعقيد الوضع من جهة أخرى. أمّا الموضوع الثاني الذي طرحه أحد المشاركين اليهود فكان إقامة جمعيّات عربيّة في البلاد، والسؤال إن كانت تلك سياسةً صائبة قد تقود إلى تغيير. في النقاش الذي دار حول هذه المسألة، كانت إحدى حجج المشارِكين والمشارِكات الفلسطينيّين الداعمة لإنشاء جمعيّات عربيّة هي أنّ ذلك ليس تعبيرًا عن الانعزاليّة، بل تكمن أهميّته في كونه عمليّة بناء وتعزيز للأقليّة العربيّة – الفلسطينيّة في إسرائيل.
بعد ذلك، استمعنا إلى محاضَرة المهندسة المعماريّة رنين عودة (خرّيجة الدورة الثالثة من مساق المُخَطِّطين والمُخطِّطات). وقد كانت المُحاضَرة مُفيدة ومُثرِية.
في المُحاضَرة، تحدّثت رنين عن التحدّيات والعوائق الرئيسيّة التي تعترض مجال التخطيط للسكّان العرب في إسرائيل. كانت العقبةُ الرئيسيّة في وجه البناء السكنيّ داخل مساحات البلدات العربيّة في إسرائيل غيابَ خرائط هيكليّة. لم تُلَبِّ السلطةُ في إسرائيل بشكلٍ لائق حاجاتِ المواطنين العرب طوال سنوات وجودها. فحتّى بعد تسريع إعداد خرائط هيكليّة في التسعينات، لا يزال نحو نصف البلدات العربيّة دون مخطّطات شاملة مُصادَق عليها تتيح توسيع المساحة المبنيّة في منطقة نفوذها. وهكذا نشأت، لعدم وجود خيارٍ آخر، ظاهرة واسعة من البناء دون ترخيص. هدمت السلطةُ بناياتٍ كثيرة، ولا تزال بنايات كثيرة أخرى معرّضة لخطر الهدم، بسبب سياسة التمييز المُمارَسة في إسرائيل.
إنّ التخطيط القُطريّ والمنطقيّ في إسرائيل توجّهه بضعة مبادئ: [أ] نشر الاستيطان اليهوديّ لضمان السيطرة على الأرض. وهذه العمليّة هي جزء من سياسة تهويد وتأميم الحيّز العامّ وتقليص المساحات التي تتيح للبلدات العربيّة أن تتوسّع. [ب] رغبة السلطة في أن يشكّل اليهودُ أكثريّة ديموغرافيّة في جميع مناطق الحيّز القوميّ الإسرائيليّ.
على سبيل المثال: 53% من السكّان في لواء الشمال هم عرب، فيما مناطق نفوذ السلطات المحليّة العربيّة الـ 51 لا تشكّل سوى 12.7% من مساحة اللواء.
بعد المُحاضَرة ووجبة الغداء، أجرينا جولة مشيًا على الأقدام في الناصرة بإرشاد رائد نصر الله.