أفق يافا – مجموعة عمل جديدة في يافا
أفق يافا هي مجموعة نشطاء وناشطات، فلسطينيين ويهود، جميعهم سكان يافا، جميعهم يعشقون يافا، وجميعهم يسعون من أجل تحقيق المساواة والعدالة في مدينتهم. موجّها المجموعة هما إبراهيم إغبارية وراحيل حجيجي من مدرسة السلام. كلاهما ناشطان متمرسان في المدينة، ويسكنان فيها.
في شهريْ تشرين الأول-تشرين الثاني 2022، أقيمت اللقاءات الأربعة الأولى لمجموعة أفق يافا، والتي كانت بمثابة المرحلة الأولى للمجموعة والمخصصة لإنشاء وبلورة المجموعة وبلورة التوقعات بناءً على الحوار المشترك، وذلك لتحديد الأهداف المشتركة وطبيعة المجموعة. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت المجموعة عن رغبتها في التعمّق في مجال النشاطية المحلية، وفي إطار ذلك، التقوا بمندوبين/ات من منظمات مختلفة من بينها الرابطة، عروس البحر، ذاكرات، دانتيل، كلنا يافا، يدًا بيد وصداقة-ريعوت.
في كانون الأول، أقيمَ لقاء مركّز امتد ليومين في نهاية الأسبوع، والذي كان مخصصًا لتعميق المعرفة والثقة بين المشاركين واكتساب المعرفة والأدوات اللازمة لبلورة وتنفيذ مشروع اجتماعي-جماهيري. اختارت المجموعة ثلاثة مواضيع لتشكّل محاور رئيسية:
- الإسكان. القضية الأهم هي وقف إخلاء السكان كبار السن والتوصل إلى تسوية أمام السلطات
- حوار في مجموعة كبار السن اليهود والفلسطينيين في يافا
- تعزيز حضور الثقافة واللغة العربية في الحيز العام
تمر المجموعة حاليًا بسيرورة اختيار وبلورة المشروع. المرافقة من قِبل مدرسة السلام ستستمر حتى استكمال المشروع، وسنساهم في الحفاظ على استمرارية المجموعة.
تضم المجموعة عددًا متساويًا تقريبًا من الفلسطينيين/ات واليهود/اليهوديات، ونفتخر بقدرتنا على إنشاء حيز آمن نسبيًا للمجموعتين. انعكس ذلك في التجاوب الإيجابي والمشجّع مع فكرة الانضمام إلى مجموعة نشطاء/ناشطات مشتركة، وهو أمر غير بديهي في حيز يعاني من القمع والتمييز، وحيث تكون النشاطية غالبًا أحادية القومية. نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على قدر عال من الحساسية في تعاملنا مع المجموعة في هذا الحيز.
اقتباس لـراحيل حجيجي، الموجّهة اليهودية للمجموعة من طرف مدرسة السلام، عن المجموعة:
“أفق يافا هي أولًا مجموعة عمل، مجموعة ناشطة، ولكنها أيضًا مجموعة بحثية تتدارس مجال نشاطها بعمق، وبالتالي، فهي أيضًا مجموعة تعلّمية. كلي أمل بأن تحافظ المجموعة على استمراريتها حتى بعد المرافقة الأولية. نسعى لإنشاء مجموعة تنشط في يافا لمدة طويلة لمعالجة قضايا حارقة.
“بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الحوار المشترك هو بالنسبة لنا عمل سياسي”، تضيف راحيل. “اللقاءات هي أيضًا عمل سياسي مهم يتيح المجال لمعرفة الواقع بشكل معمّق، من وجهات نظر مختلفة، وبناء على ذلك، رسم صورة كاملة ومتعددة المستويات للواقع لدى كلّ من المشاركين/ات. ومن هذا المنطلق، ننطلق في سيرورة عمل مشتركة. مع أنّ مجموعة العمل هي مجموعة يهود وعرب، إلّا أنّنا نتحدث عن تعدد الهويات، وليس فقط عن الهويتين العربية واليهودية. ننشط في حيز يتيح المجال لاحتواء جميع التعقيدات الكامنة لدى كل مشارك ومشاركة وفي كل مجتمع، اعتبار هذه الفروقات نقاط قوة، التخلي عن الخوف أو العادات المرتبطة بصراع البقاء والتي ترافق هوية أو هويات معينة وإبراز الاختلاف بكامل الثقة. آمل أن تكون هذه المجموعة المكان الآمن والاحتوائي الذي نصبو إليه”.
يتحدث إبراهيم إغبارية، الموجّه الفلسطيني للمجموعة من طرف مدرسة السلام، عن الأهمية السياسية لوجود مجموعة كهذه، والأفق الواعد الذي تحمله معها:
“منذ أحداث أيار 2021، وفي أعقاب نتائج الانتخابات الأخيرة، نمر بفترة سياسية صعبة، معقدة وشائكة، خاصة لسكان المدن المختلطة. العمل السياسي الفلسطيني-اليهودي المشترك ليس مهمًا فحسب، بل يصبح شيئًا فشيء أكثر ندرة. وجود واستمرارية هذه المجموعة بحد ذاتهما هما إنجاز. لذلك، نعتبر هذه المجموعة حجر أساس لمجموعة الناشطات/النشطاء المشتركة في يافا والتي ستنشط لفترة طويلة وستحقق الاستقلالية من حيث التنظيم وتطوير المضامين”.