أمير فاخوري ينضم الى طاقم مدرسة السلام كمدير معهد الابحاث
رحبت هذا الشهر مدرسة السلام انضمام أمير فاخوري لطاقمها. سيشغل أمير منصب مدير معهد الابحاث في مدرسة السلام.
ولد أمير فاخوري وترعرع بمدينة عكا، يعمل كمحام وهو طالب دكتوراه في العلوم الاجتماعية السياسية بجامعة حيفا. منذ صغره وكجزء من بحثه عن هويته وكيفية تعريفه لنفسه في «ساحة الهويات المحلية»، أبدى أمير اهتمام بالسياسة الإسرائيلية. يقول أمير، «أثناء تعليمي بالمرحلة الثانوية في الكلية الارثوذكسية في حيفا اكتسبت القيم الرفيعة وتشكّلت هويتي كفلسطيني مواطن دولة إسرائيل،» .
«بعد مرحلة الثانوية بدأت بتعلّم القانون بالجامعة العبرية بالقدس،» يقول امير، «خلال هذه الفترة عملت كمعلم للغة الإنجليزية لطلاب دورات البسيخومتري وكتبت كتب عديدة في هذا المجال.» دراسة القانون كشفت أمير على الجوانب القانونية والدستورية المعقدة للصراع الإسرائيلي-فلسطيني، ولمكانة الفلسطينيين داخل إسرائيل. الشعور بأن المنظور القانوني لا يكفي لفهم حقيقي للتعقيد في تجربة الحياة المحلية، دفع أمير للالتحاق بلقب الماجيستر في دراسات السلام وحل النزاعات في المدرسة الدولية في جامعة حيفا.
خلال فترة تعليمه تعمق بدراسة صعوبة وعقم الصراعات في انحاء العالم، الشيء الذي أثرى منظور المقارنة عنده. في تلك المرحلة بدأ بإلقاء محاضرات لمجموعات مختلفة حول القضية الفلسطينية-الاسرائيلية من المنظور القانوني والسياسي. «اذكر احدى المحاضرات التي القيتها بقاعدة نفاطيم الجوية للقوات الإسرائيلية،» يتذكر امير، «حضر المحاضرة 150 شخص. كنت أقف هناك مقتنعًا ان الجنود الإسرائيلية سترافقني مباشرة بعد المحاضرة الى غرفة الشاباك (جهاز الامن العام الإسرائيلي) للتحقيق معي بتهمة إشعال التمرد. من الواضح أن هذا ليس ما حصل في النهاية، لكنها بالطبع كانت احدى التجارب المركزية في حياتي.»
بعد إنهائه للقب الماجستير بتفوّق، وبدعم من محاضريه، باشر أمير للقب الدكتوراه في العلوم الاجتماعية السياسية. بنظره، التحاق هذا اللقب يشكل استمرارية لمجالات اهتمامه: العرقية والصراعات العرقية، القومية ودول القومية. واليوم، يكتب أطروحته حول إستراتيجيات الهوية الجماعية عند العرب المسيحيين في إسرائيل، من خلال أعينهم واستنادا على النظريات الاجتماعية والنفسية.
تعرف أمير على مدرسة السلام عن طريق زوجته ميساء توتري، مهندسه معمارية وطالبة لقب دكتوراه في نفس المجال، التي اشتركت بدورة المخططين التي تنظمها مدرسة السلام بالتعاون مع المركز العربي للتخطيط البديل. الأمر الذي حفز أمير للانضمام للفوج أول من الثلاث أفواج لدورة سياسيو الغد التي تقام بالتمويل السخي من الاتحاد الاوروبي.
«يصعب عليّ المبالغة في شرح مدى تأثير التجربة التي مررتها خلال هذه الدورة،» يقول امير، «عدى عن فهم ان السياسية الجيّدة هي سياسة تحالف، حظيت بالتعرف على اشخاص أصبحوا زملاء الدرب وحتى اصدقاء مقرّبين.» من خلال زملائه في هذا البرنامج، تعرف أيضاً أمير على حركة دولتان وطن واحد، وثم انضم للحركة. «كما أرى الامر، هذه الحركة تطرح الحل الاكثر عادل وناجع للصراع اليهودي-فلسطيني. لذلك انا من ضمن النشطاء المركزيين في الحركة.» مؤخراً سافر أمير مع زملائه في الحركة ليلقي كلمة باسم الحركة أمام البرلمان الأوروبي.
منذ دراسته البكالوريوس بالقانون، عني أمير بالآداب المتعلقة في كتابة دساتير في مجتمعات منقسمة. والان يكشف ان هذا الاهتمام سيصبح من المشاريع المركزية في معهد الأبحاث في مدرسة السلام. «أنا أؤمن بشدة بالربط بين خلق المعرفة والاجندات السياسية التي بإمكانها تحسين الواقع الذي نعيشه،» يقول أمير، «لذلك غالبية المشاريع المخططة في معهد الأبحاث تشمل اشخاص من منظمات المجتمع المدني، سياسيين، ناشطين سياسيين، وأكاديميين يهتمون في الواقع الذي نعيشه.» تحديدًا، يخطط المعهد إقامة عدة مشاريع تهدف الى البحث عن نقاط اتفاق حول هوية الدولة من خلال الحوار مع الطرفين، تعزيز التعاون مع القوى الديمقراطية في المجتمع اليوم، تعزيز الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل، وتعزيز العلاقة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي غزة.
«لست متفائلاً ولست متشائم. هذه المنظورات هي كماليات محفوظة للمشاهدين من الخارج. بكل بساطة، أنا اعمل على تغيير الأمور لأنني قادر على ذلك ولأنه واجب عليّ.» اليوم يعيش أمير في مدينة حيفا مع زوجته وطفلاهما. إضافة الى شغله في مدرسة السلام، يعمل أيضاً محام في مكتبه الخاص في حيفا.
في وظيفته الجديدة، سيكمل أمير ويطور مسيرة بحث بدأت منذ عقدين في معهد الأبحاث، وسيضفي اليها من اختصاصه ومنظوره الحديث. نتمنى لأمير عمل مثري وناجح في طريقه الجديدة وننتظر بفارغ الصبر أعماله القادمة!