خرجت يوم الجمعة، 10.11، مجموعة رواد التغيير في المدن المختلطة لجولة حافلة نظموها مشتركي ومشتركات المجموعة اليافاويين. يقوموا المشتركين والمشتركات بتنظيم هذه الجولات في المدن اللواتي يعملون فيها لسببين أساسيين. أولهم، لإعطائهم فرصة لفحص النشاطات العديدة في مدينتهم ويختاروا منها المضامين التي قد تعني المجموعة. ثانياً تخطيط هذه الجولة يشكل تحضير لتخطيط المشاريع التي سيبادرون فيها بعد انتهاء الدورة.

اختاروا في هذه الجولة المشتركين التركيز على الاحداث والنضالات الحالية في المدينة وأقل على تاريخها الهام. التقت المجموعة مع إبراهيم إغبارية، موجه شريك في البرنامج، عند دوار الساعة، وهناك قام برواية قصة انتقاله الى يافا وقت الانتفاضة الأولى. تكلم إبراهيم عن بناية هويته اليافوية حيث شعر في البدء انه مقيم بشكل مؤقت في يافا حتى بعد ان تزوج وأنجب أولاده. فقط بعد انخراطه في النشاط الجماهيري والسياسي في المدينة بدأ يشعر في هويته اليافوية.قام عبد أبو شحادة، ناشط اجتماعي وعضو اللجنة الإسلامية في يافا، بإرشاد معظم الجولة التي ركزت على نضال الأوقاف في السنوات الأخيرة للكشف عن واسترجاع أملاك الوقف الإسلامي في يافا من عام 1948، حيث غالبية الأملاك تديرها الحكومة تحت غطاء السر. كما وتم ذكر نضال الإسكان في يافا وطرحت قضية الإستطباق التي تعاني منها جزء من احياء يافا. انتهت الجزلة في ميناء يافا أينما تعرفت المجموعة على نضال الصيادين الذي تم التضيق عليهم وخنقهم في رصيف واحد على طرف الميناء الذي يهددوهم في اغلاقه.

بعد الجولة تجمعت المجموعة في بناية السرايا التي تشكل بيتًا لمسرح السرايا ومجموعة مسرح محلي. حدثنا محمود أبو عريشة، مدير المسرح، عن قصة المبنى والمسارح التي يحتويها.

عرضت عنات فربين، احدى المشتركات في الدورة، عملها كمديرة مركز جماهيري في حيّ مختلط في يافا. بعد الحديث مع عنات تحدثت المجموعة مع عمي كاتس، مدير المكملة ليافا (إطار اقامته البلدية من أجل التطوير، التربية والخدمات في يافا)، الذي عرض عمل المكملة ومشاريعهم الهامة من ضمنها مشروع لتشجيع السياحة في يافا ومشروع لتعمير عمارات اسكانية ميسورة التكلفة. في نهاية اليوم شارك أيال رفيف، مشترك أخر في المجموعة، قصة نضال الأهالي من أجل إقامة مدرسة ثنائية القومية في يافا. استنتجت المجموعة من قصتهم ان مجموعة صغيرة من الأهالي تستطيع لم حولها مجموعة أكبر والتأثير على مستوى بلديّ.

وصف أحد المشتركين الجولة بانها “مهمة، مؤثرة وممتعة. تعلمنا عن الجانب التاريخي العربي للمدينة من خلال الجولة في يافا القديمة، وأيضاً عن الجانب الحصري من خلال فعاليات المكملة في يافا. هذه الجولة اتاحت للمجموعة الفرصة في ان يتواصلوا، يستنشقوا هواء البحر، يأكلوا سوى ويناقشوا المستقبل!”

تقيم مدرسة السلام دورة رواد التغيير في المدن المختلطة للسنة الثالثة على التتالي. نحن نضع نصب أعيننا مجموعة من القياديين والقياديات الذين يرون حسب وجهة نظرهم أن التوجه الأمثل لحل النزاعات لا ينبغي له أن يعتمد على الذهنية العسكرية والعقلية الأمنية وبعيدا عن العنف، وإنما يقوم على توجهات سلمية ويؤمن بالتفاوض والعدل الاجتماعي وحياة مشتركة.

يربط البرنامج بين شخصيات اعتبارية مؤثرة، فلسطينيين ويهود،  في المدن المختلطة التي ترى في نفسها كقيادة على الصعيد البلدي والمجتمعي في المستقبل القريب والبعيد من الذكور والإناث على حد سواء، ليخوضوا في حوار يحثهم على تغيير الواقع. إلى جانب اكتساب المعرفة والحوار يقوم المشاركون بالمبادرة إلى مشاريع مشتركة فعلية على أرض الواقع في مدينتهم.

 

الكاتب: روعي زيلبربرغ، موجه شريك في البرنامج ومركز مشاريع في مدرسة السلام.