إضاءة على مشروع خريجة: خلود أبو أحمد “ابراهيم الترناراتيف”
ابراهيم الترناراتيف | خلود أبو أحمد
ولدت خلود أبو أحمد في الناصرة، وتحديدًا في الحي الشرقي من المدينة. تحلت خلود منذ طفولتها الأولى بروح المبادرة والنشاطية، إذ كانت بصفتها الأخت الكبرى لخمس أخوات وأخ واحد تهتم بأن تكون هناك مساواة بين الأخوات والأخ الوحيد ضمن الأسرة. ولاحقًا أيضًا، خلال دراستها للحصول على اللقب الأول في الحقوق من كلية صفد، قادت نضالات من أجل التغيير؛ عندما أوصى كبير حاخامات صفد سكان المدينة بعدم تأجير شقق للطلاب الفلسطينيين، كانت هي من قادة الاحتجاج، ودفعت ثمناً شخصياً باهظاً بسبب ذلك، حيث صدر أمر بتوقيفها عن التعليم إلى جانب أمور أخرى. وبطبيعة الحال، في هذه المرحلة من حياتها كامرأة بالغة، تكرس خلود وقتها لأنشطة تهدف إلى رفع مستوى الوعي فيما يتعلق بالقصص المدفونة والمُخرسة وتعزيز العدالة، التعاون والمساواة للجميع.
تعيش خلود في السنوات الأخيرة ما بين مدينتي الناصرة وحيفا، وتدير حاليًا مشروعًا اجتماعيًّا كانت أنشأته بالتعاون مع شريك يهودي يدعى ماعوز يانون، مشروع “إبراهيم التراناراتيف”. المشروع هو عبارة عن جولات تقوم على مفهوم السياحة المستدامة والاقتصاد المحلي المستدام، والتي خلالها يتم التطرق لروايات مختلفة على لسان بنات وأبناء المجتمع المحلي. تهدف هذه الجولات إلى تشجيع الحياة المشتركة بين المجتمعات المختلفة في البلاد، تعزيز اقتصاد المجتمعات المحلية، والمشاركة المجتمعية والمدنية.
من المعالم الهامة والمفضَّلة التي تركّز عليها خلود ضمن جولة الناصرة هو “جدار النكبة” وهو جدار طويل يقع عند مدخل البلدة القديمة، والذي اعتاد شباب المدينة، من سنوات طويلة، أن يرسموا عليه جداريات غرافيتي تحكي قصة النكبة؛ قصة الشعب الفلسطيني الذي هم جزء منه. بالمقابل، دائمًا ما تقوم بلدية الناصرة بمحو تلك الجداريات. عاودت البلدية فعل ذلك أكثر من 15 مرة، بالمقابل يعاود الشباب رسم جدارية أخرى من جديد. آخر جدارية تم رسمها على الجدار كانت تخليدًا لذكرى شيرين أبو عاقلة، الصحفية الفلسطينية المعروفة التي قُتلت برصاص جنود الجيش الإسرائيلي في جنين في شهر مايو عام 2022. هذه الجدارية أيضًا قامت البلدية بمحوها بعد وقت قصير من بداية الحرب، في أكتوبر 2023. “لا أمل أبدًا بوجود حياة مشتركة هنا إن لم نكن مستعدين لسماع قصة كل شعب من الشعوب التي تعيش هنا. الطريق إلى الشراكة تبدأ بالاعتراف، وهذا تمامًا ما يهمني التأكيد عليه حين أقف بجانب هذا الجدار. لهذا أنا متمسكة بفكرة الوقوف هنا وسرد روايتي، رواية شعبي، هويتي، أسوة بالشباب الشجعان المصممين الذين لم يثنهم دأب البلدية على محو جدارياتهم وإسكات أصواتهم، بل يعودون إلى هنا دائمًا من جديد لتظل روايتهم حاضرة ونابضة.”
خلود هي احدى خريجات الفوج السادس لعام 2022 من دورة “قادة/ قائدات التغيير في المدن المختلطة” والتي تقيمها مدرسة السلام. تحدثنا خلود كم كانت الدورة هامة بالنسبة لها في مرحلة انتقالها من الناصرة إلى حيفا، من مدينة كل مواطنيها عرب – إلى مدينة يعيش فيها اليهود والعرب معاً، ولكن ليس على قدم المساواة. “دائمًا ما كنت ناشطة ومنخرطًة في الأنشطة الاجتماعية الموجودة ضمن منطقة إقامتي. لكن الواقع في الناصرة والواقع في حيفا مختلفان تمامًا، والدورة ساعدتني على فهم أمور كنت أجهلها، أمور نجهلها جميعًا، فيما يتعلق بالمدن المختلطة، ومنحتني هذه الدورة الأدوات اللازمة لمعرفة التحديات التي تتعلق بطبيعة المدينة المختلطة وللعمل داخل مدينتي بطريقة أعمق.”