تكريم للدكتورة نافا زوننشاين: حياة مليئة بالتفاني من أجل السلام
بكل فخر واعتزاز نحتفي بالدكتورة نافا زوننشاين، المديرة السابقة وعضو الفريق المؤسس لمدرسة السلام، حيث حصلت على تكريم خاص وإشادة بمسيرة حياة حافلة بالعطاء ضمن وسام الحياة المشتركة لعام 2024 بتنظيم صندوق مبادرات إبراهيم.
يُمنح الوسام سنويًا تكريمًا لإنجازات العمر في تعزيز المساواة بين اليهود والفلسطينيين. جهود نافا الدؤوبة في تعزيز الحوار والتفاهم بين اليهود والفلسطينيين استمرت لأكثر من أربعين عامًا، منذ أن كانت من مؤسسي مدرسة السلام في واحة السلام عام 1979، ومن ثم في دورها كمديرة لمدرسة السلام.
وبكلمات الإشادة التي قدمتها السيدة شهيرة شلبي، المديرة التنفيذية المشاركة لمبادرات إبراهيم وخريجة مدرسة السلام، في حفل التكريم، قالت، “قيادة نافا وتفانيها الذي لا يعرف المساومة من أجل السلام، صقلا أجيالًا من القادة… عملها أنار الطريق لكلا مجتمعينا على أساس العدل والمساواة والإنسانية المشتركة.” من كان بحاجة إلى دليل على نطاق تأثير نافا الواسع وعلى تفانيها في صقل القيادات والنشطاء، وجد هذا الدليل في عدد الحضور الكثير، من طلابها السابقون في بداياتهم كناشطين في ‘مجتمع بناة السلام والحياة المشتركة’.
“هذا الوسام ليس لي وحدي”، قالت نافا خلال التكريم. “إنه يخُص كل من سار معي في هذه الرحلة… عملنا لم يكن يومًا سهلاً، ولكن كل حوار وكل لحظة اختراق تذكرنا لماذا نواصل الطريق. معًا، نبني الأسس لمجتمع مشترك.”
كلمة د. نافا زوننشاين في حفل التكريم:
أشكركم على منحي وسام الحياة المشتركة. لا مستقبل ممكن لنا في هذه البلاد سوى أن نحيا معًا على هذه البقعة من الأرض، مع حفظ المساواة، واحترام حقوق الإنسان، والحقوق الوطنية، مع تعزيز الاحترام المتبادل بجميع أشكاله بين الشعبين الذين يعيشان فيها.
وبالذات في فترة صعبة كهذه، حيث بلغنا أدنى درجات الانحطاط وفقدنا إنسانيتنا. دولة ترتكب إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا في غزة وتنكر ذلك. لا يُطاق أن يتحول هذا الأمر إلى واقع يومي. فقدنا قدرتنا على الشعور بالتعاطف مع الآخر. في هذه الفترة العصيبة، من المهم التأكيد أنه ليس لدينا خيار آخر. لا يجوز لنا أن نفقد الأمل في السلام وفي حياة مشتركة تجمع بين الشعبين اللذين يعيشان هنا. لا يمكن تحقيق هذا بمفردنا. علينا أن نعمل معًا، يهودًا وفلسطينيين، مواطني إسرائيل الراغبين في بناء مستقبل أفضل لكلا الطرفين.
في عام 1979، أسسنا في واحة السلام نفيه شالوم مجتمعًا يهوديًا عربيًا متساويًا وثنائي القومية. كنا أربع عائلات فقط تحمل حلمين: إقامة مجتمع مشترك ومؤسسة تعليمية. واليوم تضم القرية أكثر من مئة عائلة. أصررنا على عدم الاكتفاء بهذا. منذ ذلك الحين دعونا عشرات الآلاف من اليهود والعرب الذين لم تتح لهم فرصة العيش في مجتمعات مشتركة، لخوض تجربة حوار مركب وعميق في مدرسة السلام. حوار يتحدى علاقات القوة غير المتكافئة، ويحترم هوية الآخر، ويعزز التفكير النقدي. قمنا بكل ذلك من خلال ورشات عمل وبرامج المتنوعة والمتجددة. عملنا دائمًا بتعاون. قمنا بتدريب أكثر من ألف ميسّر لقاءات في دورات تدريبية أعددناها. كما قدمنا دورات في الجامعات وبرامج تدريب لوكلاء التغيير من المهنيين في المجالات المرتبطة بالصراع، مثل: المخططين الاستراتيجيين، والقيادات في المدن المختلطة، متخصصي الصحة النفسية، ناشطي البيئة، المحامين، الإعلاميين، الفنانين، والسياسيين المستقبليين وغيرهم.
العديد منهم يقودون اليوم منظمات سلام، حقوق إنسان، ومجتمع مشترك.
حتى في أحلك الساعات، قررنا ألا نستسلم.
وفي هذه الفرصة، أود أن أعبر عن شكري لجميع نساء ورجال القرية، ولفريق مدرسة السلام والميسّرين الذين عملوا معًا لتحقيق رؤية مدرسة السلام. كما أتوجه بالشكر لعائلتي التي دعمتني طوال الطريق.
يسهل اليوم الانغماس في حالة من العجز واليأس، لكنه في الواقع، ليس لدينا خيار كهذا. الآن، هو الوقت لبناء دولة لجميع مواطنيها هنا، وإلى جانبها دولة فلسطينية، وإنهاء الاحتلال. وإنهاء هذه الحرب الفظيعة. آن وقت العمل معًا، يهودًا وعربًا، ممن يؤمنون بهذا التوجّه، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي.
عندما اتصلت بي شهيرة شلبي لتخبرني بقراركم، قلت: الآن؟ هذا ليس الوقت المناسب! لكنني اقتنعت أن في هذا القرار رسالة، وهي غاية في الأهمية في هذا الزمن المظلم، فشكرًا لكم.
–