ورشة لطاقم الرعاية الصحية في مستشفى “الكرمل”
في هذه الفترة البلاد تمر بعدة احداث عاصفة, الكنيست في خضم ماراثون تشريعي لاستكمال الإنقلاب التشريعي / النظامي, بينما مئات الآلاف من المواطنين اليهود يملئون الشوارع في احتجاج غير مسبوق. المجتمع الفلسطيني في منطقتي 48 و 67 يعانون بشكل مضاعف تحت عنوان “الأزمة”. تستمر الجريمة في الانتشار، والمواطنون لا يتمتعون بأمن في مدينتهم، وعدد أوامر الهدم أعلى من أي وقت مضى، والميزانيات والموارد غائبة، والتهديدات بالترحيل والإخلاء مستمرة ، والهجمات الإسرائيلية في الضفة الغربية عديدة ومميتة .ولا شك أن هذه العاصفة تعم كافة الأنظمة والمنظمات، وخاصة النظام الصحي الذي يعتبر نظاماً متنوعاً قوميا وثقافياً.
_
في شهري مايو ويونيو، أُقيمت للمرة الأولى ورشة لطاقم الرعاية الصحية في مستشفى “الكرمل” في حيفا، برعاية الجمعية الطبية الإسرائيلية التي قررت تخصيص ميزانية لتنظيم ورش حول علاقات العرب واليهود في المستشفيات. شارك في الورشة حوالي 16 مشاركًا من الفريق الطبي (أطباء وممرضات وممرضين عمال اجتماعيون وتقنيون في التصوير الشعاعي) بالإضافة إلى الطاقم الإداري في المستشفى. كان هدف الورشة تجهيز المشاركين.ات كوكلاء للتغيير داخل المستشفى في موضوع علاقات اليهود والعرب – الفلسطينيين في إسرائيل, تم توجيه الورشة عن طريق ميسرين من مدرسة السلام.
_
وتبين من اللقاءات أنه في الأوقات الأكثر اضطرابا في البلاد مثل الفترة الحالية، أصبح المستشفى ساحة متوترة وأصبح الخطاب برمته أكثر حساسية. ونتيجة لذلك، يختفي وهم وجود مساحة مشتركة ومتساوية، وتصبح علاقات القوة غير المتماثلة أكثر وضوحا. وقد شارك المشاركون.ات الفلسطينيون.ات مشاعر الخوف,عدم الانتماء, وانعدام الأمان التي يشعرون بها داخل وخارج مكان العمل. وينبع عدم الانتماء من الحالات التي طُلب فيها من الموظفين.ات الفلسطينيين.ات التحدث بالعبرية من أجل خلق تواصل مستمر بين أعضاء الفريق مع تقديم الرعاية المثلى للمريض على حساب اللغة العربية، وكذلك احداث مثل الدكتور محاجنة في مشفى هداسا تاثر على الطاقم وتبقى في الذاكرة وتؤدي الى اسكات الذات. وبالاضافة الى ذلك ذكرت بكثرة مشاعر عدم الأمان في المجال الشخصي خصوصا في أعقاب تفشي العنف والجريمة داخل المجتمع العربي الفلسطيني.
_
وبعد الحوار المباشر حول علاقات القوة الخفية بين المجموعتين، شاركوا المشاركون.ات اليهود.يات إن الجميع تقريبا يتجنبون الحديث السياسي من أجل الحفاظ على احترافية الفريق، لكنهم يفهمون أنه نتيجة لهذا السلوك، يشعر نصف الفريق انه شفاف وغير مرئي. وفي أحد اللقاءات شاركت مشاركة فلسطينية تجربة تظهر مشاعر الإحباط والخوف والعزلة التي تشعر بها في بيتها وفي مكان عملها: “رجعت من العمل وكان مشهد القتل أمام عيني وكأنني مشهد من أحد أفلام هوليوود، وفي اليوم التالي جئت إلى العمل، ولم يكن أحد مهتمًا بما حدث لي”. وقد عكست هذه المشاركة للمشاركين.ات أن خيار تجاهل الخطاب السياسي داخل الطاقم يخدم طرفاً ويتضرر منه الطرف الآخر. وفي نهاية ورشة العمل، تقاسم المشاركون.ات أهمية التحدث بشكل مباشر عن العلاقة بين اليهود والعرب، مما أدى إلى فهم أعمق لهوية الآخر. يمكن رؤية مثال على ذلك في اقتباس من أحد المشاركين اليهود: “فقط من قصصكم فهمت لأول مرة مدى تأثير أحداث يوم الأرض في عام 1976 على هويتكم وصدماتكم وحياتكم حتى يومنا هذا.”
_
وفي نهاية السيرورة، كتب المشاركون.ات ميثاقًا يعكس التطلع إلى الحفاظ على مساحة محترمة ومتساوية في المستشفى والأفكار التي تعلموها خلال ورشة العمل.
_